حلقي مليء بالبلغم، إنها حالتي الأبدية التي ترافقني منذ سنواتي الأولى، أو ربما هي السمة التي مسحها الله علي في إحدى تجليات العبقرية التي تصيبه من حين إلى آخر، لا أستهزئ من الموضوع بل على العكس تماماً، تلك هي الحقيقة.
حلقي مليء بالبلغم، لا أبصقه طوال الوقت، أنتظر تلك اللحظات المثالية التي أصبح فيها عاجزاً تقريباً عن التنفس، وعندها أتوجه نحو الحمام البعيد في منزلي، الرخام الإيطالي هو المكان المثالي لدفن بلغمي فيه، حسناً إنه الممر فقط نحو المجارير القذرة لا أكثر، أبصق بكل قوتي بضع مرات لتجتاحني لذة عارمة ترتعش لها شعرة لحيتي الثانية عشرة، الأمر يشابه جنساً عنيفاً شهوانياً بعد ثلاث ليال من الحرمان.
حلقي مليء بالبلغم، ملمسه يشيع في إحساساً عاماً بالرجولة، صديقتي لا تمتلك شيئاً مماثلاً على حد علمي وإلا كنت أحسست به يقاطع لذة الجنس الفموي المفضل عندي، الحمقى في عمارتي ذات الخمسة طوابق يظنونها زوجتي، لم يلاحظو بعد أن زوجاً محترماً لن يوجه لزوجته المحترمة كل تلك الشتائم واللكمات والحطام قبل ليالي الجنس المتتالية، إنهم يستمتعون فقط بتلك الأحاديث الفاجرة التي تنساب من فمي الخالي من البلغم ممزوجاً بتأوهات الجسد الذي يتخبط تحت فخذيّ محاولاً الهرب من بطش رجولتي البلغمية دون جدوى.
حلقي مليء بالبلغم، في ليالي الجنس ترتفع الآذان حولي، أستطيع الرؤية عبر الجدران، البلغم الذي لفظته يسبل علي قدرات ميتافيزيقة خارقة، عيون الأشباح خضراء اللون كبلغمي تماماً، وملمس الآلهة لزج مثله تماماً دون ريب، وأقسم دون خوف أني أستطيع رؤية جاري في الشقة الملاصقة يتنصت علينا بقحة واضعاً أذنه اليمنى على الجدار.
حلقي مليء بالبلغم، أسمع سباب جاري في كل دخول لي إلى الحمام، لكني أستلذ بتعذيبه وهو يأكل كل ليلة، إنه يستحق ذلك كنوع من ضريبة الرفاهية، أشتم رائحة الطعام التقليدية المنسابة من مطبخه نحو غرفة جلوسي، وأنتظر بترقب انطفاء الأنوار هناك، كي أبدأ إشاعة القرف في تلافيف دماغه، لذة مجنونة أخرى ترتسم على محياي الأجوف.
حلقي مليء بالبلغم، بصقه في الشوارع لا يليق بي وبه، أنتظر العودة إلى منزلي كي أفرغه قبل التلذذ بأكواب المليسة الدافئة، أدوس على الحطام الذي سببته منتعلاً حذاء خشبياً ضخماً، أصدر ضجيجاً مفتعلاً في توجهي نحو السرير لأتخلص هناك من سائل لزج آخر.
حلقي مليء بالبلغم، وجهي الجميل يجذب الفتيات بسهولة، الصمت العام الذي ألوذ به يبدو أداة سحرية للتظاهر بالحكمة، أي رجل آخر كان سيجرب الأدوية قذرة الرائحة للتخلص من شعور الالتصاق الزئبقي في أعلى فمه، أي رجل آخر هو أحمق بنظري، أي رجل آخر سيحسدني دون ريب على الفتاة الرخامية التي ترمقني بإعجاب فاضح.
حلقي مليء بالبلغم، صديقة واحدة لي لم تشمئز في السابق من محتويات فمي، قبلتني بشراهة أثارت في شهواتي واشمئزازي أيضاً، اللون الأخضر على الشفتين والنهدين ليس جيداً مثلما تخيلته قبل لحظات فوق الملاءات المجعدة، قد يبدو الأحمر وهو يسيل بخطين متوازيين من فتحتي الأنف نحو الرقبة المنحوتة أجمل، وفعلاً كان.
حلقي مليء بالبلغم، وفي سريري صديقة أريد التخلص منها إلى الأبد، للأسف البلغم وحده لا يولد شحنة كهربائية ملائمة لتنفيذ إعدام سريع، وللأسف أيضاً البلغم ليس كأعواد الثقاب المطلوبة لحرق الساحرات اللواتي يقتنين القطط السوداء، لحسن حظي البلغم في داخلي كاف لشحذ خيالي المنحرف إلى أقصاه، ولسوء حظها لن تنعم بالأورجازم الليلة.
حلقي مليء بالبلغم، المجارير مليئة ببلغمي، المجارير تصب في النهر، الجميع يشرب من النهر، وما يأكله الجميع يأتي يشرب من النهر أيضاً، بلغمي يتغلغل في خلايا سكان المدينة، أجهزة تنقية المياه المزيفة لن توقفني، اللون الأخضر ينتقل تدريجياً إلى الحناجر الحمراء، رائحة المليسة تنساب من مقاهي المدينة الفاخرة.
حلقي مليء بالبلغم، منزلي خال من الباحات الواسعة، الباحات الواسعة مليئة بقبور المجهولين، أنسجة الجثث المتحللة موسومة بسائل لزج أخضر، رائحة الرطوبة العفنة تتلاشى مع رائحة المعقمات، أجلس وحيداً على طرف السرير النظيف مشتهياً تناول برتقالة واحدة فوراً عند الاستيقاظ، ولو لمرة واحدة على سبيل التغيير.
فقاعات ملونة
- فقاعات من نفخ الخيال (35)
- فقاعات من شعري (36)
- فقاعات متعددة الألوان (17)
- فقاعات أدبية (16)
- فقاعات سينمائية (46)
- فقاعات شخصية (6)
- فقاعات صحافية (1)
-
آخر الفقاعات
فقاعات صديقة
أكثر الفقاعات مشاهدة
- لماذا أكره الله
- The hours ... تحفة سينمائية تكرم المبدعة فيرجينيا وولف على الشاشة الكبيرة
- جريمة في قطار الشرق السريع ... لعبة المستحيل و الممكن في نهاية شديدة العبقرية
- No country for old men ... رؤية شديدة السوداوية لواقع الإنسانية المعاصر
- أكثر عشرة أفلام تخييبا ً للآمال
- الحب بعد الموت في الفيلم المحطم للقلوب P.S. I Love You
- Marilyn Monroe تعود للحياة كإنسانة يسكنها الحزن في My Week with Marilyn
- One day ... علاقة مهتزة على أراجيح الزمن بين الحب و الصداقة
- أفلام السيرة الذاتية بين كلاسيكية الماضي ونمط الحداثة المعاصر
- Before sunset ... روح البساطة المفقودة في السينما الأميركية المعاصرة
فقاعة عشوائية
Google +
Twitter
Facebook
Follow us
فقاعات صابون على تويتر
بحث في الفقاعات
بين الفقاعات
- 2003
- 2004
- 2007
- 2009
- 2010
- 2011
- 2012
- Diane lane
- Julianne Moore
- Meryl Streep
- Nicole Kidman
- أغاثا كريستي
- أفلام أجنبية
- إرنست همنغواي
- الآلهة
- الألم
- الإنسان
- الانتظار
- الجريمة
- الجسد
- الحب
- الحرب
- الحرية
- الحلم
- الحياة
- الخلود
- الخوف
- الخيبة
- الدين
- الذكريات
- الرغبة
- الرومانسية
- الرياح
- الزمن
- السعادة
- السماء
- السياسة
- الشتاء
- الشر
- الشمس
- الشوارع
- الشيطان
- الظلام
- العائلة
- الفقر
- القدر
- القرن الحادي و العشرين
- القلب
- القمر
- الله
- الليل
- الماضي
- المطر
- الملل
- الموت
- الموسيقا
- الوحدة
- الولايات المتحدة
- باريس
- بريطانيا
- دمشق
- روايات
- روايات عالمية
- سوريا
- سيرينا ويليامز
- شعر
- فرنسا
- فيرجينيا وولف
- قصائد
- قصص قصيرة
- لندن
- مقالات
- مهرجان الأفلام الأوروبية
- مهرجان كان السينمائي
- نوال الزغبي
مقرفة بصراحة تبدو مريضا يا صاح
إعجابإعجاب
انا اتعمدت اكتب عن هيك شيء مقرف صراحة … خلينا نسميه نوع من كسر الروتين
إعجابإعجاب
ما هو دينك
إعجابإعجاب
ما علاقة سؤالك بالقصة ؟؟؟ !!!
إعجابإعجاب
مجرد سؤال ….
إعجابإعجاب
شوف انا ما استفدت شئ
إعجابإعجاب
WTF مقررررررفف
إعجابإعجاب