Marilyn Monroe تعود للحياة كإنسانة يسكنها الحزن في My Week with Marilyn

Marilyne Monroe  تعود للحياة كإنسانة يسكنها الحزن في My Week with Marilyn

Marilyne Monroe تعود للحياة كإنسانة يسكنها الحزن في My Week with Marilyn

عادت نجمة السينما الراحلة Marilyn Monroe إلى الحياة من جديد العام الماضي, في الفيلم البريطاني My Week with Marilyn الذي يعرض أسبوعاً واحداً من حياتها في لندن, أثناء تصويرها فيلم The prince and the showgirl سنة 1957, والحالة النفسية التي عانت منها هناك.
لا أدري إلى أي مدى يمكن تصنيف الفيلم كسيرة ذاتية عن Monroe, باعتبار أن الفيلم مأخوذ من كتابين ل Colin Clark, الذي التقى Marilyn في موقع التصوير بعدما ترك بيت والده الغني كي يجري وراء أحلامه في العمل السينمائي, ويصبح المساعد الثالث لمخرج فيلم The prince and the showgirl, وتنشأ علاقة غرامية سامية ولطيفة بينه وبين Marilyn المتعبة والمرهقة نفسياً.
يطرح الفيلم Marilyn كإنسانة أكثر من تقديمها للجمهور بصورتها النمطية كنجمة سينمائية اشتهرت بأدوار الإغراء, فنراها حزينة, ساذجة وغير واثقة بموهبتها الكبيرة التي سترفعها إلى قمم المجد السينمائي لاحقاً, فيما يبدو الجميع من حولها أشخاصاً ماديين, شرهين وكاذبين, أشخاص يملأ قلوبهم الحسد من نجاح Marilyn ونجوميتها التي لا تضاهى.
وفي ذات السياق, يقدم الفيلم بنية نفسية شديدة التعقيد, ويطرح شيئاً من ذكريات Marilyn في طفولتها البعيدة, و يصورها لنا ضحية الشهرة التي وقعت فيها, وكم تبدو رائعة وهي تحلم بأن تصبح أماً في يوم من الأيام, وأن تترك هوليوود بكل ما فيها وراءها, وتنطلق في الحياة من أجل نفسها فقط, لكنها تدرك تماماً أنها لن تستطيع ذلك, وهي محاطة بكل التعقيدات القاسية من حولها, وبكل القيود التي تكبل دجاجة هوليوود التي تبيض الذهب.
تعاني Marilyn في لندن من الغربة وسط كم كبير من نجوم التمثيل, وتشعر بالوحدة وسط العيون التي تراقبها كأنها آتية من عالم آخر, حتى الممثلة الشهيرة Vivien Leigh تشعر بالغيرة الشديدة منها ومن صباها وجمالها, وتحس أن البساط يسحب من تحت قدميها, وهي التي أدت نفس الدور التي تلعبه Marilyn في الفيلم, على خشبة المسرح أمام الملايين من قبل.
يركز الناس في الفيلم على Marilyn كجسد مثير, ولا يلاحظون الروح البريئة التي تسكن اللحم والعظام, حتى زوجها الجديد يعاملها بذات الأسلوب فتتركه فوراً عند اكتشافها أفكاره المريعة, فيغادر لندن ويدعها وحيدة دون أحد, وكذلك مخرج الفيلم الذي يهينها أمام الجميع في أحد المشاهد, لتجد في Colin Clark الرجل اللطيف البريء الذي يحبها بصدق وإخلاص بغض النظر عن نجوميتها.
كان رائعاً إظهار Marilyn بهذه الصورة وعدم تشويهها كما يحصل في أعمال السيرة الذاتية عادة, وخاصة في العالم العربي, فحتى في أسوأ حالاتها وهي تبكي وحيدة دون حبيب أو صديق أو عائلة, كانت Marilyn تترسخ في ذاكرتنا بصورة أجمل وأنقى وألطف.
في هذا النوع من الأفلام, وبهذا المستوى الرفيع من الإتقان السينمائي, لا تصبح القصة مهمة إن كانت حقيقية أو خيالية, ويصبح طرح السيرة الذاتية ثانوياً, لأن القصة السينمائية نفسها ممتعة ومشوقة وقادرة على الجذب, وقابلة أيضاً للتعميم, وأعتقد أن بناء القصة على شخصيات موجودة أصلاً في الذاكرة أسهل بكثير من خلق شخصيات من العدم, خصوصاً بالنسبة للممثلين.
من جهة أخرى, تلعب دور البطولة في الفيلم, النجمة المتألقة Michelle Williams, في واحد من أبرع أداءاتها التي قدمتها في مسيرتها المبهرة, ونالت على إثره 65 ترشيحاً لجائزة أفضل ممثلة في مختلف المهرجانات, أبرزها ترشيح الأوسكار الثمين الذي نالته, وخسرته أمام قوة أداء Meryl Srteep في فيلم The iron lady.
أدت Williams الدور بحساسية مفرطة, وركزت على جوانب Marilyn النفسية العميقة, أكثر من تركيزها على الجوانب الظاهرية التي يعرفها الجميع من أفلام Marilyn, لكن هذا لم يجعلها تهمل العمل على حركات Marilyn المميزة كابتسامتها وضحكتها الشهيرة, وطريقة وقوفها أمام عدسات الكاميرات.
وفي الوقت عينه, استطاعت Williams الموازنة بين Marilyn الإنسانة و Marilyn الفنانة النجمة, وبدا التوتر النفسي على أشده في كافة تحركاتها, وتغيّرَ تعاملها مع الشخصية بشكل كامل بعد وقوعها في الحب الحقيقي, وكان التألق يلمع في عيون Williams بوضوح, وبدت غير قابلة للانفصال عن شخصية Marilyn التي تجسدها.
إلى جوار Williams, نشاهد عدداً كبيراً من النجوم أبرزهم Eddie Redmayne في دور Colin صاحب المذكرات, و Julia Ormond التي تجسد النجمة Vivien Leigh, إضافة لكل من Kenneth Branagh, Dominic Cooper, Emma Watson وJudi Dench.
جدير بالذكر أن الفيلم من إخراج Simon Curtis, ونال ثناء كبيراً من النقاد حول العالم, و أعجب الجماهير محققاً نجاحاً مقبولاً, و هو دون شك واحد من أبرز الإنتاجات السينمائية لعام 2011.

Like This!

About وليد بركسية

الكتابة هي قدري ... Writing is my destiny
هذا المنشور نشر في فقاعات سينمائية وكلماته الدلالية , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to Marilyn Monroe تعود للحياة كإنسانة يسكنها الحزن في My Week with Marilyn

  1. السلام عليكم
    هل أثارهذا الفيلم مسألى التلعثم في الكلام التي عانت منها مارلين مونرو عندما كانت طفلة، أظن لهذا إنعكاء كبير على حياتها الإنسانية و مسيرتها الفنية.
    مدونة رائعة، واصل 🙂

    إعجاب

    • لا لم يثر الفيلم هذه النقطة, هو نوع حديث من السيرة الذاتية الذي يركز على وقت محدد جداً في حياة الشخصية وعلى حدث معين في حياتها ومن خلاله يقدم العوالم النفسية لها …. وشكراً لك على الكلام اللطيف )

      إعجاب

رأيك يهمني ...