و شاء الألم أن أذكرك

و شاء الألم أن أذكرك

و شاء الألم أن أذكرك

أعوام تمضي ..
و تماوج انعكاساتك يملأ الزمن
برائحة بنفسجية المذاق
روحك تتآلف عند الأفق
مع الطيور المهاجرة
و أفقك ..
يمتد إلى ما بعد كل شيء
حيث أقف هناك
لأنتظرك
أراقبك
و أنت خلف السحب البعيدة
تتكونين ببطء في رحم السماء
و تولدين جميلة ً كنهر من الأجنحة
أو كفضاء شاسع من الخيول الجامحة
و عندما تتسلل العتمة إلى الكون
تنادينني و عيونك في المجهول سارحة
و تصبحين أنت الموت و الحياة معاً
تهمسين بكلمات من حكايات قديمة
يتردد صداها مع غبار السنين
لتفتح أبواب قلبي للأنين
و تقرع أجراس الألم للحنين
و أذكر كل ما مضى
و كيف وجدني الحب
و كيف مضى
و كيف مرت الأيام عليَ
و كيف عمري انقضى
و كيف صار كل شيء
صورة باهتة في كتاب قديم
و أسألك و قلبي يرتجف
أما زلت حبة رمل على شاطئك ..؟
أما زلت دمعة مراقة من عينيك ..؟
أما زلت ناراً مقدسة بين ضلوعك ..؟
أم أن الألم شاء أن يمحي الهوى
و يجعلني صورة ممزقة في كتابك ..؟
قولي لي و لا تبقي صامتة ً هكذا
فالصمت بعد كل هذه السنين
ندم
و الصمت بعد كل هذا الحب
ألم
و لقاؤك بعد كل هذا الصمت
حلم
لكنك لا تجيبين
و تنظرين إلي كأنك لا تذكرين
و بوجهك عني تشيحين
و تحبسين دموع عينيك
و على قلبك الصغير تتمردين
لماذا ..؟
أم هكذا هو الهوى
يطرق أبوابنا المفتوحة للشمس
ينزل عندنا ضيفاً لأيام قليلة
و يغادرنا
تاركاً أبوابنا مشرعة ً للرياح
و للأسى
يبكينا كل ليلة قبل أن ننام
يأخذ معه آمالنا الكبيرة
و يطفئ في سماءنا الأحلام
ينادينا كل ليلة من بعيد
يطرق على نوافذ ذكرياتنا
ليعيد لنا جزءاً من الألم
دون أن يقدر على إعطائنا
جزءاً صغيراً من حياتنا
ربما لأن الهوى
أكبر من أن نحيطه بأسوار أرواحنا الصغيرة
فهو كالموت
خلود لا حدود له
و ذكرى تعبر الزمن
و صمت مؤلم طويل
يبحث عنا

Like This!

About وليد بركسية

الكتابة هي قدري ... Writing is my destiny
هذا المنشور نشر في فقاعات من شعري وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

3 Responses to و شاء الألم أن أذكرك

  1. هاني هاشم كتب:

    وشاء الهوى أن أنساك

    إعجاب

  2. ali isk كتب:

    رائعة 🙂

    إعجاب

رأيك يهمني ...