تنطلق بطولة أستراليا المفتوحة للتنس أولى البطولات الأربع الكبرى بعد غد الاثنين في مدينة ملبورن , وسط عاصفة من التكهنات و التشويق حول مصير اللقب الثمين في منافسات السيدات التي تشهد صراعا ً مفتوحاً بين عدد كبير من اللاعبات .
فعلى عكس جدول الرجال حيث تبدو المنافسة محصورة بين الأسماء التقليدية الكبيرة , تبدو الأمور في جدول سيدات اللعبة أكثر تعقيدا ً نظرا ً للمستوى المتقارب بين اللاعبات بشكل عام , مع وجود صراع واضح بين جيلين مختلفين إن صح التعبير .
ففي الجيل القديم المخضرم , تبرز أسماء كبيرة و على رأسها النجمة الأميركية سيرينا ويليامز صاحبة ثلاثة عشرة لقبا ً في البطولات الكبرى , إلى جانب البلجيكية كيم كلايسترز حاملة اللقب و الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني , دون أن ننسى صاحبة الأرض و الجمهور الأسترالية سامانثا ستوسر و الصينية نا لي التي لعبت نهائي العام الماضي في مفاجأة كبيرة .
و في الجيل الجديد , تبرز التشيكية بترا كفيتوفا نجمة العام 2011 حسب اتحاد اللاعبات المحترفات و المصنفة أولى عالميا ً الدانمركية كارولين فوزنياكي , إضافة للبيلاروسية الخطيرة فيكتوريا أزارينكا و الحسناء الروسية ماريا شارابوفا , مع تواجد مجموعة كبيرة من الأسماء الأخرى القادرة على لعب دور الحصان الأسود في البطولة كالألمانية سابين ليسيكي و الروسية أناستازيا بافليتشينكوفا , خاصة مع انسحاب النجمة الأميركية فينوس ويليامز لأسباب صحية و الألمانية أندريا بيتكوفتش للإصابة .
بالنظر إلى الجدول , تبدو الأمور سهلة نسبيا ً أمام سيرينا لبلوغ النهائي مرة أخرى , خاصة أنها تملك رصيدا ً كبيرا ً من الفوز على هذه الأرضية , إذ سبق أن أحرزت اللقب خمس مرات أعوام 2003 , 2005 , 2007 , 2009 و 2010 , لتتصدر دون منازع ترشيحات الفوز بالبطولة , مع شفائها من الإصابة التي لازمتها طوال العام المنصرم و أجبرتها على لعب عدد قليل جدا ً من المباريات .
ما يميز سيرينا هو قوتها البدنية الكبيرة و تركيزها العالي حيث تبدو كأنها لاعبة من عالم آخر , و يكفي القول أنها نجحت و هي في أسوأ حالاتها في بلوغ نهائي الولايات المتحدة المفتوحة 2011 قبل أن تخسر أمام ستوسر لأسباب بدنية بداعي الإرهاق في المقام الأول , لكن طريقها نحو النهائي سيشهد بعض العقبات المحتملة كشارابوفا في ربع النهائي و كفيتوفا في نصف النهائي , مع أفضلية واضحة لسيرينا في المواجهات المباشرة و تحديدا ً في البطولات الكبرى التي تركز عليها اللاعبة الأميركية و تعطيها أولوية الظهور و التألق , أما الإصابة الخفيفة التي تعرض لها كاحلها الأيسر مؤخرا ً في بطولة بريزبين ففي طريقه نحو الشفاء الكامل كما صرحت سيرينا لمعجبيها عبر تويتر قبل أيام .
و هنا , يعود السؤال التقليدي للظهور من جديد , هل يقدر أحد ما على هزيمة سيرينا هذه المرة و هي في أفضل حالاتها ؟ الجواب البديهي لذلك هو ” طبعا ً لا ” , لكن من يدري فالبطولة طويلة و الجدول متشابك , و تبقى سيرينا على العموم قادرة على فعل أمور خارقة , و يكفي القول أن النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش استعان بها قبل أيام لتحسين مستواه و الحصول على نصائح محددة بخصوص بعض الضربات و التركيز فوق الملعب , في إطار سعيه للحفاظ على لقبه أمام نجوم اللعبة الآخرين .
من جهتها , لا تبدو اللاعبة البلجيكية كيم كلايسترز في أفضل حالاتها , مع تعدد الإصابات و كثرة الغياب عن الملاعب , لكنها قادرة دون شك على تخطي كثير من اللاعبات المتقدمات في التصنيف العالمي بسهولة , و لا ننسى عودتها المبهرة بعد سنتين من الاعتزال عندما أحرزت لقب بطولة أميركا المفتوحة 2009 دون استعداد حقيقي بمباريات رسمية , و إن لم تتضاعف إصابتها و تجبرها على الانسحاب فإن اسمها سيكون حاضرا ً بقوة على الملاعب الأسترالية إذ يمكنها بلوغ نصف النهائي بسهولة و يسر إلى حد ما .
على الجانب الآخر , تبدو أمور لاعبات الجيل الجديد مهزوزة نوعا ً ما , حيث يبدو عدم الاستقرار و تفاوت المستوى أبرز سمات نجماته , و على رأسهن الدانمركية كارولين فوزنياكي المهددة بفقدان صدارة التصنيف العالمي لصالح التشيكية بترا كفيتوفا , و من هنا تبدو الأضواء مسلطة بقوة على اللاعبتين ما يشكل عليهما ضغطا ً نفسيا ً إضافيا ً , دون أن ننسى المستوى الباهت لهما في البطولات التحضيرية الأخيرة , لكنهما تبقيان دون شك عامل إزعاج في الجدول و خطرا ً يتهدد الجميع دون استثناء .
و رغم فوزها في بطولة سيدني قبل أيام على حساب الصينية نا لي , تبدو البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا إشارة استفهام كبيرة نظرا ً للمستوى المتفاوت الذي تقدمه بين مباراة و أخرى و حتى ضمن المباراة الواحدة أحيانا ً , و يمكن القول أنها لم تنضج كفاية لإحراز لقب كبير على غرار كفيتوفا في ويمبلدون العام الماضي ,إضافة للحرارة العالية التي تضايقها كل عام و تمنعها من الظهور بمستوى رفيع في ملبورن , لكن وجودها بحد ذاته قادر على خلط كثير من الأوراق و إحداث بلبلة في الجدول بشكل عام وصولا ً إلى نصف النهائي حيث يفترض المنطق لقاءها بكلايسترز إن لم تحدث مفاجآت مدوية .
بجميع الأحوال , تنتظر عشاق الكرة الصفراء حول العالم منافسات شديدة بين أفضل لاعبات العالم على أراضي ملبورن لمدة أسبوعين كاملين ما يفتح الباب على مصراعيه لكثير من المفاجآت و السيناريوهات المحتملة , و تبقى النجمة الأميركية سيرينا ويليامز على قائمة المرشحات لنيل اللقب و الزحف بقوة نحو صدارة الترتيب العالمي من جديد .
و فيما يلي قائمة ترشيحاتي لأكثر اللاعبات حظوظا ً بنيل اللقب :
- سيرينا ويليامز
- بترا كفيتوفا
- كيم كلايسترز
- فكتوريا أزارينكا
- سامانثا ستوسر
- نا لي
- ماريا شارابوفا
- كارولين فوزنياكي
- فيرا زفوناريفا
- أناستازيا بافليتشينكوفا