لا أحد يجري
شارع ٌ طويل
مرصوف بخيبة الأمل
يمتد نحو آلهة الأزقة الخلفية
برجاء تعس
يعانق إسفلته العبق برائحة الانتظار الواخزة
انبلاج الفجر القادم
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للشتاء
فتاة جميلة تجري
شارع ٌ طويل
تتفتح الأزهار على شرفاته الوادعة
يمتد نحو الأفق المبتسم
وراء تلال الشمس
بامتنان عظيم
تعانق حجارته المنحوتة من قُبَل الليلة الماضية
أطياف الفجر الأثيرية
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للوداع
فتاة جميلة تجري
شارع ٌ طويل
تذبل الورود على شرفاته المهجورة
يمتد نحو الأفق الميت
وراء ارتعاشة المغيب
بأسى بالغ
تعانق أتربته المعجونة بدماء الليلة الماضية
أجراس الفجر الجنائزية
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للمفاجأة
لا أحد يجري
شارع ٌ طويل
مفجوع برياح باردة
يمتد نحو آلهة السماء المستهترة
بتحد سافر
تعانق حفره المليئة بعفن الأيام المتراكمة
شجون الفجر المنبعث
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للفردوس
روح أثيرية تجري
شارع ٌ طويل
مسكون بأشباح الماضي
يمتد نحو شياطين الرغبات السفلى
بشر مستطير
تعانق ظلاله الممتدة طويلا ً إلى الوراء
جنون الفجر الكالح
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للطفولة
روح أثيرية تجري
شارع ٌ طويل
مرصود بلعنة أبدية
يمتد نحو جحيم الوحدة الخانقة
بتحذير غامض
تعانق جراحه النازفة دما ً أسود
ملاءات الفجر الحريرية
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر للضياع
لا أحد يجري
شارع ٌ طويل
موجود في بقعة ما بين الوداع و اللامكان
يمتد نحو بلاهة وجودنا المؤقت
من كل اتجاه
يعانق سرابه المنسوج من حلم مربد
أضواء الفجر المخاتلة
و لا يبالي
بالدموع المراقة على أرصفته الحية
مع كل مرور عابر لنا
عليه