ضجر اللون الأزرق

ضجر اللون الأزرق

ضجر اللون الأزرق

يوم آخر
من ضجر اللون الأزرق
السماء الممتدة بلا توقف
نحو الأفق البعيد
كحب من طرف واحد
الستائر المنسدلة برفق
على النوافذ المغلقة
كقبلة لا تجد طريقها
نحو الشفتين
الحبر المراق بابتذال
على أوراقي المتناثرة
فوق خشب الطاولة
كجسد على رصيف
سلك كهربائي عار
يتحفز لجريمة نكراء
على سرير

يوم آخر
من ضجر اللون الأزرق
بحر ساج ببلاهة الانتظار
يتكوم بعيداً عني
تزكمه بحدة
رياح مفعمة بعرق بشري طازج
يناديني بشهوانية مطلقة
ثوب واسع يتدلى
من شرفة عالية
يتلوى دون نسمات فاجرة
بارتعاشة غير منتظرة
عيون الآلهة الشبقة
تراقب المشهد من عليائها
بتلذذ قذر

يوم آخر
من ضجر اللون الأزرق
ضوء باهت في غرفة قصية
أشباح بائسة تتجول بحرية
دونما صوت
دخان بلا رائحة
ينتشر متنكراً بخبث
مع الضباب الوديع
روح حمقاء تنسلخ عن جسدها
على إسفلت الطريق
بلا رغبة كل صباح
للحظة واحدة هاربة بيأس
من إيقاع الزمن

يوم آخر
من ضجر اللون الأزرق
قطرات باردة تنهمر
ليست زرقاء كما ينبغي
رمادية ربما
دمعة تنجرف بقدسية كاذبة
نحو البحيرات السرية
في الأعماق
سر تافه
يتوارى خلف ابتسامة متقنة
انبلاج ساطع للنور
مع الباب المفتوح لغريب آخر
يذوي الغريب بسرعة
كحلم باغته الشروق
ويبقى الباب مشرعاً للخيبة
باب أزرق ككل شيء آخر
ككؤوسي الفارغة
كإبريق هجرته براعم التفاح الندية
وكلحن أبدي
يصفره قلبي ببطء
في ردهاتي الخاوية

Like This!

About وليد بركسية

الكتابة هي قدري ... Writing is my destiny
هذا المنشور نشر في فقاعات من شعري وكلماته الدلالية , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

رأيك يهمني ...