ينساب الوقت
بسرعة غير مألوفة
و تتراكم الذكريات
في النفوس المحطمة
ليسترجع الألم وميضه
و ينقضي شتاء
ليال طويلة قضيتها وحيداً
أبحث عنك
و كنت أنتظر قدومك
مع كل زخة مطر
حيث كانت الأرض تعبق بك
و كنت تنتشرين حولي
رائحة أبدية النشوة
لا متناهية في الخلود
و عند كل عاصفة اشتدت
كنت أفتح قلبي
لكل غريب يطرقه
أؤويه
أحضنه
و أخبره مرات كثيرة
عنك
و إني أنتظرك
أخبره كيف يذكرني الشتاء بك
كيف ألمحك في كل مكان
في الشوارع الباردة الخاوية
في السماء الملبدة بغيوم سوداء
و في الرياح التي تجمدت أطرافها
و يعجب
كيف أتوقع وجودك
في أماكن غريبة جداً
داخل ندفة ثلج نقية مثلك
وراء وشاح ضبابي عند الصباح
و خلف الظلام الذي يمتد طويلاً
لكنني لا أخبره
كيف أتأمل أطيافك
تحوم حولي
و تتجسد لي تحت الينابيع المتجمدة
و تجوب حول الأشجار العارية
و تهمس لي
أنك آتية
قبل أن تتلاشى
لكنّ ذلك لن يحدث
في شتاء قادم أبداً
فلقد انتهى الغرباء تماماً
و انقضت الليالي الباردة
و أشرقت شمس ما
لكنك لم تأتي بعد
و أنا
لن أنتظرك من جديد
فأثناء غيابك الأزلي
مرّ غريب ما
و أغلق الأبواب كلها وراءه
لا أدري
ربما كان أنتِ