و مضى شتاء آخر

و مضى شتاء آخر
و مضى شتاء آخر

ينساب الوقت
بسرعة غير مألوفة
و تتراكم الذكريات
في النفوس المحطمة
ليسترجع الألم وميضه
و ينقضي شتاء

ليال طويلة قضيتها وحيداً
أبحث عنك
و كنت أنتظر قدومك
مع كل زخة مطر
حيث كانت الأرض تعبق بك
و كنت تنتشرين حولي
رائحة أبدية النشوة
لا متناهية في الخلود
و عند كل عاصفة اشتدت
كنت أفتح قلبي
لكل غريب يطرقه
أؤويه
أحضنه
و أخبره مرات كثيرة
عنك
و إني أنتظرك

أخبره كيف يذكرني الشتاء بك
كيف ألمحك في كل مكان
في الشوارع الباردة الخاوية
في السماء الملبدة بغيوم سوداء
و في الرياح التي تجمدت أطرافها
و يعجب
كيف أتوقع وجودك
في أماكن غريبة جداً
داخل ندفة ثلج نقية مثلك
وراء وشاح ضبابي عند الصباح
و خلف الظلام الذي يمتد طويلاً
لكنني لا أخبره
كيف أتأمل أطيافك
تحوم حولي
و تتجسد لي تحت الينابيع المتجمدة
و تجوب حول الأشجار العارية
و تهمس لي
أنك آتية
قبل أن تتلاشى

لكنّ ذلك لن يحدث
في شتاء قادم أبداً
فلقد انتهى الغرباء تماماً
و انقضت الليالي الباردة
و أشرقت شمس ما
لكنك لم تأتي بعد
و أنا
لن أنتظرك من جديد
فأثناء غيابك الأزلي
مرّ غريب ما
و أغلق الأبواب كلها وراءه
لا أدري
ربما كان أنتِ

Like This!

About وليد بركسية

الكتابة هي قدري ... Writing is my destiny
هذا المنشور نشر في فقاعات من شعري وكلماته الدلالية , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

رأيك يهمني ...